responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 149


وتأمل تولية النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص وخالد بن الوليد وغيرهما من أمرائه وعماله وترك تولية أبي ذر بل قال : ( إني أراك ضعيفاً وإني أحب لك ما أحب لنفسي : لا تؤمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم ) وأمر غيره بالصيام وقال : ( عليك بالصوم فإنه لا عدل له ) وأمر آخر بأن لا يغضب وأمر ثالثا بأن لا يزال لسانه رطباً من ذكر الله ومتى أراد الله بالعبد كمالاً وفقه لاستفراغ وسعه فيما هو مستعد له قابل له قد هيئ له فإذا استفرغ وسعه بز على غيره وفاق الناس فيه كما قيل :
ما زال يسبق حتى قال حاسده * طريق إلى العلياء مختصر وهذا كالمريض الذي يشكو وجع البطن مثلاً إذا استعمل دواء ذلك الداء انتفع به وإذا استعمال دواء وجع الرأس لم يصادف داءه فالشح المطاع مثلاً من المهلكات ولا يزيله صيام مائة عام ولا قيام ليلها وكذلك داء اتباع الهوى والاعجاب بالنفس لا يلائمه كثرة قراءة القرآن واستفراغ الوسع في العلم والذكر والزهد وانما يزيله اخراجه من القلب بضده ولو قيل : أيما أفضل : الخبر أو الماء لكان الجواب : أن هذا في موضعه أفضل وهذا في موضعه أفضل .
وإذا عرفت هذه القاعدة فالشكر ببذل المال عمل صالح يحصل به للقلب حال وهو زوال البخل والشح بسبب خروج الدنيا منه فتهيئ لمعرفة الله ومحبته فهو دواء للداء الذي في القلب يمنعه من المقصود . وأما الفقير الزاهد ، فقد استراح من هذا الداء والدواء ، وتوفرت قوته على استفراغ الوسع في حصول المقصود .

149

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست