responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 147


العارفين : ذهب الصابرون بخير الدنيا والآخرة لأنهم نالوا معية الله وقال تعالى : ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) ( الطور : 48 ) وهذا يتضمن الحراسة والكلاية والحفظ للصبر لحكمه .
وقد وعد الصابرين بثلاثة أشياء كل واحد خير من الدنيا وما عليها وهي صلواته تعالى عليهم ورحمته لهم وتخصيصهم بالهداية في قوله تعالى : ( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) ( البقرة : 157 ) وهذا مفهم لحصر الهدى فيهم وأخبر أن الصبر من عزم الأمور في آيتين من كتابه وأمر رسوله أن يتشبه بصبر أولى العزل من الرسل وقد تقدم ذكر ذلك .
قالوا : وقد دل الدليل على أن الزهد في الدنيا والتقلل منها مهما أمكن من الاستكثار منها قالوا : وقد سئل المسيح - صلوات الله وسلامه عليه - عن رجلين مرا بكنز فتخطاه أحدهما ولم يلتفت إليه وأخذه الآخر وأنفقه في طاعة الله تعالى أيهما أفضل فقال : الذي لم يلتفت إليه وأعرض عنه أفضل عند الله .
قالوا : ويدل على صحة هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه مفاتيح كنوز الأرض فلم يأخذها وقال : بل أجوع يوماً وأشبع يوماً ولو أخذها لأنفقها في مرضات الله وطاعته فآثر مقام الصبر عنها والزهد فيها .
قالوا : وقد علم أن الكمال الانساني في ثلاثة أمور : علوم يعرفها وأعمال يعمل بها وأحوال ترتب له على علومه وأعماله وأفضل العلم والعمل والحال : العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله والعمل بمرضاته وانجذاب القلب إليه بالحب والخوف والرجاء فهذا أشرف ما في الدنيا وجزاؤه أشرف ما في الآخرة وأجل المقاصد معرفة الله ومحبته والأنس بقربه والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره .

147

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست