نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 141
النفس عن المحظور إلا بالصبر فصار الصبر نصف الايمان والنصف الثاني الشكر بفعل ما أمر به وبترك ما نهى عنه . الاعتبار الثالث : أن الايمان قول وعمل والقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب والجوارح وبيان ذلك أن من عرف الله بقلبه ولم يقر بلسانه لم يكن مؤمناً كما قال عن قوم فرعون : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ) ( النمل : 14 ) وكما قال عن قوم عاد وقوم صالح : ( وعادا وثموداً وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين ) ( العنكبوت : 38 ) وقال موسى لفرعون : ( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر ) ( الاسراء : 20 ) فهؤلاء حصل قول القلب وهو المعرفة والعلم ولم يكونوا بذلك مؤمنين وكذلك من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمناً حتى يأتي بعمل القلب من الحب والبغض والموالاة والمعاداة فيحب الله ورسوله ويوالي أولياء الله ويعادي أعداءه ويستسلم بقلبه لله وحده وينقاد لمتابعة رسوله وطاعته والتزام شريعته ظاهراً وباطناً وإذا فعل ذلك لم يكف في كمال ايمانه حتى يفعل ما أمر به فهذه الأركان الأربعة هي أركان الايمان التي قام عليها بناؤه وهي ترجع إلى علم وعمل ويدخل في العمل كف النفس الذي هو متعلق النهي وكلاهما لا يحصل إلا بالصبر فصار الايمان نصفين : أحدهما الصبر والثاني متولد عنه من العلم والعمل . الاعتبار الرابع : أن النفس لها قوتان : قوة الاقدام وقوة الإحجام وهي دائماً تتردد بين أحكام هاتين القوتين فتقدم على ما تحبه وتحجم عن ما تكرهه والدين كله أقدام وإحجام اقدام على طاعة الله وإحجام عن معاصي الله وكل منهما لا يمكن حصوله إلا بالصبر . الاعتبار الخامس : أن الدين كله رغبة ورهبة فالمؤمن هو الراغب
141
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 141