نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 140
الباب التاسع عشر في أن الصبر نصف الايمان والإيمان نصفان : نصف صبر ونصف شكر قال غير واحد من السلف : الصبر نصف الايمان وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : الايمان نصفان نصف صبر ونصف شكر ولهذا جمع الله سبحانه بين الصبر والشكر في قوله : ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) في سورة إبراهيم وفي سورة حم عسق وفي سورة سبأ وفي سورة لقمان وقد ذكر لهذا التصنيف اعتبارات : أحدها : أن الايمان اسم لمجموع القول والعمل والنية وهي ترجع إلى شطرين : فعل وترك فالفعل هو العمل بطاعة الله وهو حقيقة الشكر والترك هو الصبر عن المعصية والدين كله في هذين الشيئين : فعل المأمور ، وترك المحظور . الاعتبار الثاني : أن الايمان مبني على ركنين : يقين وصبر وهما الركنان المذكوران في قوله تعالى : ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) ( السجدة : 24 ) فباليقين يعلم حقيقة الأمر والنهي والثواب والعقاب وبالصبر ينفذ ما أمر به ويكف نفسه عما نهى ولا يحصل له التصديق بالأمر والنهي أنه من عند الله والثواب والعقاب إلا باليقين ولا يمكنه الدوام على فعل المأمور وكف
140
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 140