نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 138
ولما بلغها رواية عمر وابنه قالت : إنكم لتحدثون عن غير كاذبين ولا متهمين ولكن السمع يخطئ وقالت : إنما مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبر يهودي فقال : ( إن صاحب هذا القبر يعذب وأهله يبكون عليه ) . وفي رواية متفق عليها عنها : إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه ) وقالت حسبكم القرآن ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) . وقالت فرقة أخرى منهم المزني وغيره : إن ذلك محمول على من أوصى به إذا كانت عادتهم ذلك وهو كثير في أشعارهم كقول طرفة : إذا مت فأنعيني بما أنا أهله * وشقي على الجيب يا ابنة معبد وقول لبيد : فقوما فقولا بالذي قد علمتما * ولا تخمشا وجهاً ولا تحلقا شعر وقولا هو المرء الذي لا صديقه * أضاع ولا خان الأمين ولا غدر إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر وقالت طائفة : هو محمول على من سنته وسنة قومه ذلك إذ لم ينههم عنه لأن ترك نهيه دليل على رضاه به . وهذا قول ابن المبارك وغيره . قال أبو البركات بان تيمية : وهو أصبح الأقوال كلها ، لأنه متى غلب على ظنه فعلهم ولم يوصهم بتركه ، فقد رضي به ، وصار كمن ترك النهي عن المنكر مع القدرة عليه . فأما إذا أوصاهم بتركه فخالفوه ، فالله أكرم من أن يعذبه بذلك . وقد حصل بذلك العمل بالآية مع إجراء الخير على عمومه في كثير من الموارد ، وإنكار عائشة لذلك بعد رواية الثقات لا يعود عليه ، فإنهم قد يحضرون ما لا تحضره ويشهدون ما تغيب عنه واحتمال السهو والغلط بعيد خصوصا في حق خمسة من أكابر الصحابة .
138
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 138