responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 137


بين الجائز من ذلك وبين المحرم وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز فعلم أن الحكم لا يعدوها إلى غيرهما .
وأما الكلمة اليسيرة إذا كانت صدقاً لا على وجه الذوح والتسخط فلا تحرم ولا تنافى الصبر الواجب نص عليه أحمد في مسنده من حديث أنس : أن أبا بكر رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فوضع فمه بين عينيه ووضع يده على صدغيه وقال : وا نبياه وا خليلاه وا صفياه .
وفي صحيح البخاري عن أنس أيضاً قال : لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب فقالت فاطمة : واكرب أبتاه فقال : ليس على أبيك كرب بعد اليوم فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب رباً دعا يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل أنعاه فلما دفن قالت فاطمة : يا أنس ، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب ؟ .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ) وهذا ونحوه من القول الذي ليس فيه تظلم للمقدور ولا تسخط على الرب ولا إسخاط له فهو كمجرد البكاء .
[ فصل ] وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الميت ليعذب بالنياحة عليه ) فقد ثبت عنه من رواية عمر بن الخطاب وابنه عبد الله والمغيرة بن شعبة وروى نحوه عن عمران بين حصين وأبي موسى رضي الله عنهم فاختلفت طرق الناس في ذلك فقالت فرقة : يتصرف الله في خلقه بما يشاء وأفعال الله لا تعلل ولا فرق بين التعذيب بالنوح عليه والتعذيب بما هو منسوب إليه لأن الله خالق الجميع والله تعالى يؤلم الأطفال والبهائم والمجانين بغير عمل .
وقالت فرقة : هذه الأحاديث لا تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أنكرتها عائشة أم المؤمنين واحتجت بقوله تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ( الأنعام : 164 الاسراء : 15 فاطر : 18 الزمر : 7 )

137

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست