نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 136
وكيف لا تكون هذه الخصال محرمة وهي مشتملة على التسخط على الرب وفعل ما يناقض الصبر والاضرار بالنفس من لطم الوجه وحلق الشعر ونتفه والدعاء عليها بالويل والثبور والتظلم من الله سبحانه واتلاف المال بشق الثياب وتمزيقها وذكر الميت بما ليس فيه ولا ريب أن التحريم الشديد يثبت ببعض هذا . وقال المبيحون لمجرد الندب والنياحة مع كراهتهم له : قد روي حرب عن واثلة بن الأسقع وأبي وائل أنهما كان يسمعان النوح ويسكتان . قالوا وفي الصحيحين عن أم عطية قالت : لما نزلت هذه الآية : ( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً ) إلى قوله : ( ولا يعصينك في معروف ) ( الممتحنة : 12 ) كان منه النياحة فقلت : يا رسول الله إلا آل فلان فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية فلا بد لي من أن أسعدهم فقال : إلا آلا فلان ) . وفي رواية لهما أنها قالت - : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا : ( أن لا يشركن بالله شيئاً ) ونهانا عن النياحة فقبضت منا امرأة يدها فقالت : فلانة أسعدتني فأنا أريد أن أجزيها قالت : فما قال لها شيئاً فذهبت فانطلقت ثم رجعت فبايعها قالوا : وهذا الإذن لبعضهن في فعله يدل على أن النهي عنه تنزيه لا تحريم ويتعين حمله على المجرد من تلك المفاسد جمعاً بين الأدلة . قال المحرمون : لا تعارض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد من الناس كائناً من كان ولا تضرب سنته بعضها ببعض وما ذكر من النصوص صحيحة صريحة لا تحتمل تأويلاً وقد انعقد عليها الاجماع وأما التي قالها : إلا آل فلان والمرأة التي سكت عنها فذلك خاص بهما لوجهين : أحدهما : أنه قال لغيرهما لما سألته ذلك : لا إسعاد في الإسلام . والثاني : أنه أطلق لهما ذلك وهما حديثا عهد بالاسلام وهما لم يميزا
136
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 136