نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 133
وفي المسند أيضاً عن أبي هريرة قال : مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة يبكي عليها وأنا معه ومعه عمر بن الخطاب فانتهر عمر اللاتي يبكين عليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعهن يا ابن الخطاب فان النفس مصابة وأن العين دامعة والعهد قريب . وفي جامع الترمذي عن جابر بن عبد الله قال : أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق إلى ابنه إبراهيم فوجده يجود بنفسه فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره فبكى فقال له : أتبكي أو لم تكن نهيت عن البكاء قال : لا ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند مصيبة خمش الوجه وشق الجيوب ورنة الشيطان قال الترمذي : هذا حديث حسن . وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله . وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قبل عثمان بن مظعون حتى سالت دموعه على وجهه . وصح عنه أنه نعى جعفر وأصحابه وعيناه تذرفان . وصح عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت وبكى . فهذه اثنا عشرة حجة تدل على عدم كراهة البكاء فتعين حمل أحاديث النبي على البكاء الذي معه ندب ونياحة ولهذا جاء في بعض ألفاظ حديث عمر : ( الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه ) وفي بعضها : ( يعذب بما ينح عليه ) وقال البخاري في صحيحه : قال عمر : دعهن يبكين على أبي سليمان - يعني خالداً بن الوليد - ما لم يكن نقع أو لقلقة والنقع : حث التراب واللقلقة : الصوت . وأما دعوى النسخ في حديث حمزة فلا يصح إذ معناه لا يبكين على هالك بعد اليوم من قتلى أحد . ويدل على ذلك أن نصوص الإباحة أكثرها متأخرة عن غزوة أحد منها
133
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 133