responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 132


والفرق بين ما قبل الموت وبعده أنه قبل الموت يرجى فيكون البكاء عليه حذراً فإذا مات انقطع الرجاء وأبرم القضاء فلا ينفع البكاء .
قال المجوزون : قال جابر بن عبد الله : أصيب أبي يوم أحد فجعلت أبكي فجعلوا ينهونني ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني فجعلت عمتي فاطمة تبكي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : تبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعوه .
متفق عليه .
وفي الصحيحين أيضاً عن ابن عمر قال : اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد ابن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود فلما دخل عليه وجده في غشية فقال : قد مضى قالوا : لا يا رسول الله فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاءه بكوا فقال : ألا تسمعون ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم .
وفي الصحيحين أيضاً من حديث أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق إلى إحدى بناته ولها صبي في الموت فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنة ففاضت عيناه فقال سعد : ما هذا يا رسول الله قال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وانما يرحم الله من عباده الرحماء .
وفي مسند الإمام أحمد من حديث ابن عباس قال : ماتت رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوطه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعهن يا عمر يبكين وإياكن ونعيق الشيطان ثم قال : إنه ما كان من العين ومن القلب فمن الله ومن الرحمة وما كان من اليد ومن اللسان فمن الشيطان .
وفي المسند أيضاً عن عائشة أن سعد بن معاذ لما مات حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر قالت : فوالذي نفسي بيده اني لا أعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي .

132

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست