نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 127
وقال حسان بن أبي جبلة أيضاً في قوله تعالى : ( فصبر جميل ) ( يوسف : 18 - 83 ) قال : لا شكوى فيه ورفعه ابن أبي الدنيا أيضاً . وقال مجاهد : ( فصبر جميل ) في غير جزع . وقال عمرو بن قيس ( فصبر جميل ) قال : الرضا بالمصيبة والتسليم . وقال بعض السلف : فصبر جميل لا شكوى فيه . وقام همام عن قتادة في قوله تعالى : ( وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) ( يوسف : 84 ) قال : كظم على حزن فلم يقل إلا خيرا . وقال يحيى بن المختار عن الحسن : ( الكظيم : الصبور ) . وقال همام عن قتادة في قوله تعالى : ( وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) أي كميد : أي كمد الحزن . وقال الحسن : ما جرعتين أحب إلى الله من جرعة مصيبة موجعة محزنة ردها صاحبها بحسن عزاء وصبر وجرعة غيظ ردها بحلم . وقال عبد الله بن المبارك : أخبرنا عبد الله بن لهيعة عن عطاء بن دينار أن سعيد بن جبير قال : الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب منه واحتسابه عند الله ورجاء ثوابه وقد يجزع الرجل وهو يتجلد لا يرى منه إلا الصبر - فقوله : ( اعتراف العبد لله بما أصاب منه ) كأنه تفسير لقوله : ( إنا لله ) فيعترف أنه ملك لله يتصرف فيه مالكه بما يريد وقوله : ( راجياً به ما عند الله ) كأنه تفسير لقوله : ( وإنا إليه راجعون ) ( البقرة : 156 ) أي نرد إليه فيجزينا على صبرنا ولا يضيع أجر المصيبة وقوله : ( وقد يجزع الرجل وهو يتجلد ) أي ليس الصبر بالتجلد وانما هو حبس القلب عن التسخط على المقدور ورد اللسان عن الشكوى فمن تجلد وقلبه ساخط على القدر فليس بصابر .
127
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 127