responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 126


ثم إن الآكلة وقعت في رجل عروة فبعث إليه الوليد الأطباء فقالوا : إن لم تقطعها سرت إلى باقي الجسد فتهلك فعزم على قطعها فنشروها بالمنشار فلما صار المنشار إلى القصبة وضع رأسه على الوسادة ساعة فغشي عليه ثم أفاق والعرق يتحدر على وجهه وهو يهلل ويكبر فأخذها وجعل يقلبها في يده ثم قال : أما والذي حملني عليك أن ليعلم أني ما مشيت بك إلى حرام ولا إلى معصية ولا إلى مالا يرضي الله ثم أمر بها فغسلت وطيبت وكفنت في قطيفة ثم بعث بها إلى مقابر المسلمين فلما قدم من عند الوليد المدينة تلقاه أهل بيته وأصدقاؤه يعزونه فجعل يقول : ( لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً ) ( الكهف : 62 ) ولم يزد عليه ثم قال : لا أدخل المدينة انما أنا بها بين شامت بنكبة أو حاسد لنعمة فمضى إلى قصر بالعقيق فأقام هنالك فلما دخل قصره قال له عيسى ابن طلحة : لا أبا لشانيك أرني هذه المصيبة التي نعزيك فيها فكشف له عن ركبته فقال له عيسى : أما والله ما كنا نعدك للصراع قد أبقى الله أكثرك عقلك ولسانك وبصرك ويداك وإحدى رجليك فقال له عيسى : ما عزاني أحد مثل ما عزيتني به ولما أرادوا قطع رجله قالوا له : لو سقيناك شيئاً كي لا تشعر بالوجع قال : إنما ابتلاني ليرى وسئل ابنه هشام كيف كان أبوك يصنع برجله التي قطعت إذا توضأ قال : كان يمسح عليها .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد حدثنا سلام قال : سمعت قتادة يقول : قال لقمان وسأله رجل أي شيء خيراً قال : صبر لا يتبعه أذى قال : فأي الناس خيراً قال : الذي يرضى بما أوتي قال : فأي الناس أعلم قال : الذي يأخذ من علم الناس إلى علمه قيل : فمن خير الكنز من المال أو من العلم قال : سبحان الله بل المؤمن العالم الذي ان ابتغى عنده خيراً وجد وان لم يكن عنده كف نفسه وبحسب المؤمن أن يكف نفسه .
وقال حسان بن أبي جبلة : ( من بث فلم يصبر ) ورواه ابن أبي الدنيا مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم - وان صح - فمعناه : إلى المخلوق لا من بث إلى الله .

126

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست