نام کتاب : من فقه الجنس في قنواته المذهبية نویسنده : الشيخ أحمد الوائلي جلد : 1 صفحه : 229
هم أنفسهم جراح جديدة في جسم هذه الأمة ، ومعاول هدم وأدوات خسيسة أحيانا ، وبلهاء أحيانا أخرى بيد محرك ماهر جندهم لقتل بعضهم البعض ، وتمزيق أوصال أمتهم ، وهم يحسبون أنهم يقاتلون الشيطان ، ويحاربون البدع ، فيقتلون الاسلام باسم الاسلام ، وينحرون الدين بسيف الدين ، وما يزالون سادرين لا تدري إلى أين سيصلون بهذه الأمة التي نكبت بهم وابتليت بوبائهم . ومن أكبر الغلطات التي يرددها كثير من الكتاب إما عن سوء قصد أو عن تقليد أو جهل بحقيقة الأمور ، قولهم : إن الأمة الاسلامية مزقتها الدعوات القومية عند ضعف خلافة آل عثمان الأتراك ، فتراهم يحنون إلى عهود الترك ويعتبرونها العصور الذهبية للاسلام ، وفي هذا اللون من الشعور مغالطة للتاريخ ومغالطة للواقع ، وما عرف التاريخ أمة تتعصب للغتها وقوميتها كالأتراك ، وما عرفت دولة استعملت مبدأ : فرق تسد ، واصطلمت من أجل ذلك الرقاب وأسالت الدما كدولة الأتراك ، ثم كانت الخاتمة موقف أتاتورك من الاسلام وموقف أحفاده بعد ذلك . وما يزال ادعاء المدعين في عزو عهود الاسلام الذهبية إلى عصر الأتراك يرده الكثير مع مشاهدتهم إلى آثار الجراح من الأتراك في جسم الأمة الاسلامية وخصوصا المسلمين العرب . 6 - بناء الأمة جسديا وحضاريا في بنية قوية : أما فيما يخص الجسد ، فان العلم كفانا ذلك وقد تكفلت البحوث الطويلة والمعالجات العملية البرهنة على أهمية الدماء الجديدة والمتنوعة في جسم الأمة وما قد يحدثه هذا المزيج المتفاعل من الخواص في شد الأمة ، ودفعها للقيام بفعاليات مميزة في ميادين البناء بالسلم والحرب . وقد أصبح هذا الامر من المسلمات العلمية التي لا يتطرق إليها الشك حتى تحتاج إلى البرهنة عليها .
229
نام کتاب : من فقه الجنس في قنواته المذهبية نویسنده : الشيخ أحمد الوائلي جلد : 1 صفحه : 229