نام کتاب : من فقه الجنس في قنواته المذهبية نویسنده : الشيخ أحمد الوائلي جلد : 1 صفحه : 230
أما الجانب الحضاري ، فان كل ما هو أفضل وأحسن وأقوى إنما انتهي إليه نتيجة تفاعل الفكر الانساني في جداوله المتنوعة وسماته المختلفة ، والاسلام لا يمنع الإفادة من كل تجربة رائدة تصل إليها أمة من الأمم وتطرحها في سلة موضوعات مختلفة ينتظمها الاسلام بعد ذلك تحت حكم من الاحكام أو قاعدة من القواعد ، فكما اتبع الاسلام في منهجه إقرار كثير من الأمور التي كانت في الشرائع السابقة ( ومصدق الذي بين يديه ) الانعام 93 ، فكذلك خصص قسما من مساحته لاحتواء ثمرات العقول والأعراف والعادات وتوظيفها في ميادين الخدمة العامة ، والثقافات التي حصيلة الجهد الانساني في قومياته المتنوعة رافد يجب الإفادة منه اعترافا بأهمية الجهد السليم ، وتكريما للعقل الذي هو ملاك الثواب والعقاب . والاسلام بعد ذلك يملك من المناعة ما يقوى به على هضم وتمثيل تلك الأطعمة والاستفادة منها وصهرها في بوتقته بحيث تحمل سماته ولا تخرج عن بصماته . إن من له أدنى إلمام بابعاد المعرفة المتنوعة يعرف فيها تنوع المصدر والطعوم والألوان المتعددة . وكان الامتزاج بين القوميات عن طريق التزاوج من أهم تلك العوامل في توفير هذا الرصيد الضخم من الفكر . وقد حقق الاسلام هذا الانجاز بدون ضجة ولا ادعاءات ، وانما سكب هذه الجداول في مجري واحد بعملية هي غاية في الهدوء والبساطة . 7 - الاستفادة من ثمرات هذا التزاوج : وذلك أن من يولد من أم أمة تنتمي إلى شعب من الشعوب يعد ويهيأ لحمل الرسالة إلى أخواله من أي شعب ، وبذلك يخترق الاسلام حاجزا نص علماء النفس وعلماء الاجتماع على وجوده كما هو مبسوط في كتبهم إذ قالوا : إن الداعية أو العالم الغريب إذا دخل إلى أمة تقف منه موقف المستريب ولا تطمئن إليه . بعكس من يكون منها ومن
230
نام کتاب : من فقه الجنس في قنواته المذهبية نویسنده : الشيخ أحمد الوائلي جلد : 1 صفحه : 230