نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 90
الملوك تجذبهم الزّبانية إلى الجحيم والنسِّوة ذوات التِّيجان يصرن بألسنة الوقود فتأخذ في فروعهنَّ وأجسادهنَّ فيصحن : هل من فداء هل من عذرٍ يقام والشباب من أولاد الأكاسرة يتضاغون في سلاسل النار ويقولون : نحن أصحاب الكنوز نحن أرباب الفانية ولقد كانت لنا إلى الناس صنائع وأيادٍ فلا فادي ولا معين ! فهتف داعٍ من قبل العرش : " أولم نعمِّركم ما يتذكّر فيه من تذكَّر وجاءكم النّذير فذوقوا فما للظالمين من نصير " لقد جاءتكم الرسل في زمانٍ بعد زمانٍ وبذلت ما وكّد من الأمان وقيل لكم في الكتاب : " واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفَّى كلُّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون " فكنتم في لذات السَّاخرة واغلين وعن أعمال الآخرة متشاغلين فالآن ظهر النبأ لا ظلم اليوم إنَّ الله قد حكم بين العباد . فيقول أنطقه الله بكل فضل إن شاء ربُّه أن يقول : أنا أقص عليك قصّتي : لما نهضت أنتفض من الرّيم وحضرت حرصات القيامة والحرصات مثل العرصات أبدلت الحاء بالعين ذكرت الآية : " تعرج الملائكة والرُّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ فاصبر صبراً جميلاً فطال علي الأمد واشتد الظمأ والومد والومد : شدَّة الحرِّ وسكوت الرّيح كما قال
90
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 90