responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 91


أخوكم النّميري :
كأن بيض نعامٍ في ملاحفها * جلاه طلٌّ وقيظ ليله ومد وأنا رجل مهياف أي سريع العطش فافتكرت فرأيت أمراً لا قوام لمثلي به . ولقيني الملك الحفيظ بما زبر من فعل الخير وجدت حسناتي قليلة كالنُّفا في العام الأرمل والنفأ الرياض والأرمل قليل المطر . إلا أن التوبة في آخرها كأنها مصباح أبيلٍ رفع لسالك السبيل . فلمَّا أقمت في الموقف زهاء شهر أو شهرين وخفت في العرق من الغرق زينت لي النفس الكاذبة أن أنظم أبياتاً في رضوان خازن الجنان عملتها في وزن :
* قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان * ووسمتها برضوان . ثمّ ضانكت الناس حتى وقفت منه بحيث يسمع ويرى فما حفل بي ولا أظنّه أبه لما أقول .
فغبرت برهة نحو عشرة أيام من أيّام الفانية ثم عملت أبياتاً في وزن :
بان الخليط ولو طووعت ما بانا * وقطَّعوا من حبال الوصل أقرانا ووسمتها برضوان ثمّ دنوت منه ففعلت كفعلي الأوَّل فكأني أحرك ثبيراً وألتمس من الغضرم عبيراً والغضرم : تراب يشبه الجصَّ فلم أزل أتتبع الأوزان التي يمكن أن يوسم بها رضوان حتى أفنيتها وأنا لا أجد عنده مغوثةً ولا ظننته فهم ما أقول فلمّا استقصيت الغرض فما أنجحت دعوت بأعلى صوتي : يا رضوان يا أمين الجبَّار الأعظم على

91

نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست