نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 89
لزمك على هذا أن تكون الأفعال قبل الأسماء . فيقول ابن أحمر : لا يلزمني ذلك لأني جعلت زبرجداً أصلاً فيجوز أن يحدث منه فروغ ليس حكمها كحكم الأصول . ألا ترى أنهم يقولون : إنّ الفعل مشتقٌّ من المصدر فهذا أصل ثم يقولون : الصِّفة الجارية على الفعل يعنون : الضارب والكريم وما كان نحوهما فليس قولهم هذه المقالة بدليلٍ على أنّ الصفة مشتقة من الفعل إذا كانت اسماً وحقٌّ الأسماء أن تكون قبل الأفعال وإنِّما يراد أنَّه ينطق بالفعل منها كثيراً . ولمدَّعٍ أن يقول : الفعل مشتقٌّ من المصدر فهو فرع عليه والصِّفة فرع آخر فيجوز أن يتقدَّم أحد الفرعين على صاحبه . ثمَّ يذكر له أشياء من شعره فيجده عن الجواب مستعجماً إن نطق نطق محجماً . فيقول : أيكم تميم بن أبيّ فيقول رجل منهم : ها أنا ذا . فيقول أخبرني عن قولك : يا دار سلمى خلاءً لا أكلِّفها * إلاّ المرانة حتى تسأم الدنيا ما أردت بالمرانة فقد قيل : إنّك أردت اسم امرأة وقيل : هي اسم ناقةٍ وقيل : العادة . فيقول تميم : والله ما دخلت من باب الفردوس ومعي كلمة من الشعر ولا الرَّجز وذلك أنّي حوسبت حساباً شديداً وقيل لي : كنت فيمن قاتل عليَّ بن أبي طالب . وانبرى لي النَّجاشي الحارثيّ فما أفلتُّ من اللّهب حتى سفعني سفعات . وإن حفظك لمبقىً عليك كأنّك لم تشهد أهوال الحساب ومنادي الحشر يقول : أين فلان ابن فلان والشّوس الجبابرة من
89
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 89