فلا دلالة لهذه الرواية على التخيير بين المتعارضين . 7 - وقال الكليني بعد تلك الرواية : وفي رواية أخرى : بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك ( 1 ) . ويظهر منه أنها رواية أخرى ، لا أنها نص آخر في الجواب عن نفس السؤال في الرواية المتقدمة ، وإلا لكان المناسب أن يقول " بأيهما اخذ " لضمير الغائب ، لا " بأيهما أخذت " بنحو الخطاب . وظاهرها الحكم بالتخيير بين المتعارضين مطلقا . ويحمل على المقيدات . 8 - ما في عيون أخبار الرضا للصدوق في خبر طويل جاء في آخره : فذلك الذي يسع الأخذ بهما جميعا ، أو بأيهما شئت وسعك الاختيار من باب التسليم والاتباع والرد إلى رسول الله ( 2 ) . والظاهر من هذه الفقرة هو التخيير بين المتعارضين ، إلا أنه بملاحظة صدرها وذيلها يمكن أن يستظهر منها إرادة التخيير في العمل بالنسبة إلى ما أخبر عن حكمه أنه على نحو الكراهة ، ولذا أنها فيما يتعلق بالإخبار عن الحكم الإلزامي صرحت بلزوم العرض على الكتاب والسنة . لا سيما وقد أعقب تلك الفقرة التي نقلناها قوله ( عليه السلام ) : وما لم تجدوه في شئ من هذه الوجوه فردوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك ، ولا تقولوا فيه بآرائكم ، وعليكم بالكف والتثبت والوقوف وأنتم طالبون باحثون حتى يأتيكم البيان من عندنا . وهذه الفقرات صريحة في وجوب التوقف والتريث . وعليه فالأجدر بهذه الرواية أن تجعل من أدلة التوقف ، لا التخيير .