وقد أخبر (ص) عن افتراق القرآن والسلطان، وفي ذلك إشارة إلى الحكم بغير ما أنزل الله، وإلى الاستبداد السياسي الذي حصل في الأمة:

فعن معاذ عن رسول الله (ص) قال: (خذوا العطاء ما دام عطاءا، فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه، يمنعكم من ذلك المخافة والفقر، ألا وان رحى الايمان دائرة، وان رحى الا سلام دائرة، فدوروا مع الكتاب حيث يدور، ألا وان السلطان والكتاب سيفترقان ألا فلا تفارقوا الكتاب، ألا انه سيكون عليكم أمراء ان أطعتموهم أضلوكم، وان عصيتموهم قتلوكم)، قالوا: فكيف نصنع يا رسول الله؟ قال: (كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم حملوا على الخشب ونشروا بالمناشير، موت في طاعة الله، خير من حياة في معصية الله)([360])

وقد أخبر في حديث آخر ما يبين قرب ذلك، فعن أبي سعيد قال: خطبنا رسول الله (ص) فقال في خطبته: (ألا اني أوشك أن أدعى فأجيب، فيليكم عمال من بعدي يعملون بما تعملون ويعملون ما تعرفون، وطاعة أولئك طاعة، فتلبثون كذلك زمانا، ثم يليكم عمال من بعدهم يعملون بما لا تعملون، ويعملون بما لا تعرفون فمن قادهم، وناصحهم، فأولئك قد هلكوا، وأهلكوا خالطوهم بأجسادكم، وذايلوهم بأعمالكم، واشهدوا على المحسن أنه محسن وعلى المسئ أنه مسئ)([361])

وفي حديث آخر قريب من هذا عن عبد الله بن بسر قال: قال رسول الله (ص): (كيف أنتم إذا جاءت عليكم الولاة؟)([362])

وفي حديث آخر: قال رسول الله (ص): (ستكون بعدي أئمة يعطون الحكمة على منابرهم، فإذا نزلوا نزعت منهم، وأجسادهم شر من الجيف)([363])

[359] رواه مسلم.

[360] رواه احمد بن منيع برجال ثقات واسحاق.

[361] رواه الطبراني.

[362] رواه الطبراني.

[363] رواه الطبراني.