وفي حديث آخر: قال رسول الله : (ألا أنه سيكون عليكم أمراء
يقضون لانفسهم ما لا يقضون لكم، فإذا عصيتموهم قتلوكم، وان أطعتموهم أضلوكم)،
قالوا: يا رسول الله، كيف نصنع؟ قال: (كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم نشروا
بالمناشير وحملوا على الخشب، موت في طاعة، خير من حياة في معصية الله)([364])
وفي حديث آخر: ذكر رسول الله (ص) الأمراء فقال: (يكون عليكم أمراء ان أطعتموهم أدخلوكم النار، وان
عصيتموهم قتلوكم)، فقال رجل منهم: يا رسول الله، سمهم لنا، لعلنا نحثوا في وجوههم
التراب، فقال رسول الله (ص): (لعلهم يحثون في وجهك ويفقئون عينيك)([365])
وقد ذكر (ص) خوفه على ما يحصل بعده من تسلط الأئمة الظلمة، ومن يعينهم من علماء
السلاطين، ففي الحديث: قال رسول الله (ص): (إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلون)([366])
وقد نبه (ص) الصحابة إلى كيفية التعامل مع هؤلاء الأمراء المستبدين، فقال: (اسمعوا،
إنه سيكون عليكم أمراء، فلا تعينوهم على ظلمهم، ولا تصدقوهم بكذبهم، فإنه من
أعانهم على ظلمهم وصدقهم بكذبهم، فلن يرد علي الحوض)([367])
وفي حديث آخر، قال رسول الله (ص): (اسمعوا، هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم
بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، وليس بوارد علي الحوض، ومن لم يدخل
عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم، فهو مني وأنا منه، وهو وارد علي
الحوض)([368])
قال رجل من القوم: لكأن هذه الأحاديث تشير إلى بني أمية، وما حصل
بسببهم من انحراف خطير لأمة محمد عن نهج نبيها.
عبد القادر: أجل، وليس ذلك فقط، بل
هناك أحاديث تصرح بذلك، أو تكاد