responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 187
أخبار الفتن

قام بعض القوم، فقال: لقد حصلت فتن كثيرة بعد مدة وجيزة من وفاة محمد، كان لها تأثيرها الخطير في حركة أمته وتوجهاتها، فهل أشار إليها، أو نبه عليها؟

عبد القادر: أجل.. بل نبه إلى ما هو أبعد منها، وسأحدثكم من ذلك ما تعلمون به كيف بين (ص) وجه الحق الذي اختلفت فيه الأمة.

ولو أن الأمة راجعت ما نقل عنه من ذلك وحققت فيه، لاهتدت إلى الحق، ورفعت الخلاف بينها.

قالوا: فاذكر لنا من ذلك ما نعلم به صدق ما ادعيته.

عبد القادر: لقد ذكر رسول الله (ص) المراحل التي تمر بها الأمة من خيرها وشرها، فحدث حذيفة بن اليمان عن ذلك، فقال: كان الناس يسألون رسول الله (ص) عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: فهل بعد الشر من خير؟ قال: نعم. وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم تعرف منهم وتنكر. قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت، وأنت كذلك. قلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)([358])

فقد اختصر (ص) في هذا الحديث كل الأطوار التي تمر بها أمته، ثم بين نواحي الخلل فيها، وكيفية تداركه..

إن هذا الحديث ـ أيها الجمع المبارك ـ يحمل في حد ذاته رسالة نصح للأمة لا ينتهي مددها.

الفتنة الأولى:

ومن النبوءات الغيبية المرتبطة بهذا ما أخبر به (ص) عن عن سنة من سنن الاجتماع، وهو ذلك الانحدار الذي تمر به الأديان المختلفة بعد نبيها، فقال: (ما كان


[358] البخاري ومسلم.

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست