عبد القادر: أجل، وقد وردت بذلك نصوص كثيرة، وهي ـ بكل المقاييس ـ معجزة لا يمكن لأي شخص أن يتنبأ بمثلها إلا إذا كان له من العلم الإلهي ما يدله على ذلك:

ومن النبوءات الغيبية المرتبطة بهذا ما ورد من ذكره (ص) لأويس القرني، مع كونه لم يره، ولم يره أحد في ذلك الحين، فقد قال (ص): (إن خير التابعين رجل يقال له أويس القرني، وله والدة، وكان به بياض، فدعا ربه، فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم في سرته)([351])

فقد حصل ما أخبر عنه النبي (ص)، وكان سلوك أويس دليلا على ذلك الفضل الذي أخبر عنه (ص).

ومن ذلك إخباره (ص) عن المحبين المخلصين الذين امتلأت قلوبهم أشواقا لنبيهم (ص)، ففي الحديث، قال: قال رسول الله (ص): (إن أناسا من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله)([352])

وفي حديث آخر أن النبي (ص) قال: (إن أشدَّ أمتي لي حبا قوم يكونون أو يجيئون، وفي رواية - يخرجون بعدي- يود ّأحدهم أنه أعطى أهله وماله وأنه رآني)([353])

ومن النبوءات الغيبية المرتبطة بهذا إخباره (ص) عن نار تخرج بالمدينة، فعن أبي ذر، قال: أقبلنا مع رسول الله (ص) فرأينا ذا الحُليقة، فتعجل رجالٌ إلى المدينة، وبات رسول الله (ص) وبتنا معه، فلما أصبح سأل عنهم، فقالوا إلى المدينة، فقال: (تعجلوا إلى المدينة والنساء، أما إنهم سيدعونها أحسن ما كانت)([354])

وفي حديث آخر قال (ص): (لا تقوم الساعة حتى تخرج نارٌ من رومان أو ركوبة

[351] رواه مسلم.

[352] رواه الحاكم.

[353] رواه أحمد.

[354] مسند أحمد 5/189 برجالٍ ثقات.