وقد حدث حذيفة عن هذا مع أنه مات قبل مسير عائشة فقد روي أنه قيل له:
حدثنا ما سمعت من رسول الله (ص) قال: (لو فعلت لرجمتموني)، قلنا: سبحان الله! قال: (لو حدثتكم أن
بعض أمهاتكم تغزوكم في كتيبة تضربكم بالسيف ما صدقتموني)، قالوا: سبحان الله، ومن
يصدقك بهذا قال: (أتتكم الحمراء في كتيبة تسوق بها أعلاجها)([322])، قال البيهقي، أخبر بهذا حذيفة ومات قبل مسير عائشة.
بل إنه (ص) أخبر بعض من سار مع عائشة على أنه سيقاتل عليا ظالما له، فعن أبي
الاسود قال: شهدت الزبير خرج يريد عليا، فقال له علي: أنشدك الله هل سمعت رسول
الله (ص) يقول:
(تقاتله وأنت له ظالم)، فقال: لم أذكر، ثم مضى الزبير منصرفا([323]).
وفي حديث آخر عن أبي جروة المازني قال: سمعت عليا يقول للزبير نشدتك
بالله أما سمعت رسول الله (ص) يقول: إنك تقاتلني وأنت ظالم لي؟ قال: بلى، ولكن نسيت([324]).
وفي حديث آخر عن قيس قال: قال علي للزبير: أما تذكر يوم كنت أنا
وأنت، فقال لك رسول الله (ص): (أتحبه)، فقلت: وما يمنعني، فقال: (أما إنك ستخرج عليه وتقاتله
وأنت ظالم)، قال: فرجع الزبير([325]).
وفي حديث آخر أن عليا قال للزبير يوم الجمل: أنشدك الله هل سمعت رسول
الله (ص) يقول:
(لتقاتلنه وأنت ظالم له ثم لينصرن عليك)، قال: قد سمعته لا جرم لا أقاتلك([326]).
[321] رواه أحمد
وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح.