قلت: قد علمت أدلتك على وجود الزيادة، فما أدلة نقصان الكتاب
المقدس؟
أشار إلى ركن فارغ في
الكتاب المقدس، وقال: هل ترى هذا الركن؟
قلت: أجل.. ولكنه فارغ..
هلا اشتريت الكتب التي تملؤه ليتناسق مع غيره؟
قال: لقد ظللت طول عمري
أبحث عن الكتب التي تملؤه، فلم أجدها.
قلت: لو أنك حسبت أطوال
الكتب وأحجامها، وذهبت إلى أي مطبعة لطبعت لك الحجم الذي تريد، وبالألوان التي
تريد.. فيتناسق هذا الركن مع سائر الأركان.
ابتسم، وقال: إنك تذكرني
بما يفعل قومي وقومك حين يتلاعبون بالكتب المقدسة.. ولكني لا أستطيع أن أفعل هذا..
لقد تركت هذا الركن، وفي نفسي حلم عظيم أرجو أن ييسر الله لي تحقيقه.
قلت: وما هو؟
قال: أن يرزقني تلك
الأسفار المقدسة التي خبأها قومنا في سراديب النسيان، فأنقصوها من الكتاب المقدس.
قلت: وهل حصل النقص في
الكتاب المقدس؟
قال: أجل.. وهو كثير..
وقد أشار إليه قرآن المسلمين، فقال:{ إِنَّ الَّذِينَ
يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً
قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا
يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ}(البقرة:174)
قلت: يمكن لكتاب
المسلمين أن يقول أي شيء.. ولكني أريد أن أبحث عن مدى صدق ذلك في الواقع.. فهل
هناك شك في نقص بعض الكتب المقدسة؟