إن إله المسلمين إله قدوس منزه عن كل نقص، بل منزه عن كل كمال
لا يليق به.. وهو الذي يتناسب مع صانع هذا الكون.. فالكون يدل على أن صانعه منزه
كامل.. فكيف ننزل بهذا الإله الكامل إلى هذا الوصف الذي وصفه به يوحنا في رؤيا
منامية.
صمت، فقال: ألا تستغرب
أن تسطر رؤيا منامية في سبعة وعشرين صفحة؟
قلت: لا حرج في ذلك..
فهي ليست رؤيا كسائر الرؤى.
قال: صدقت.. هي ليست
رؤيا كسائر الرؤى.. فلنترك هذا.. ولنترك اعتبارها من الإلهام الذي توحيه
الشياطين.. ولنترك كونها من رجل لا علاقة له بالمسيح.. فلنترك كل ذلك..
ومع ذلك نجد تشكيكات
أخرى.. لا من المسلمين.. بل من آباء الكنيسة الأوائل.. فهذا كيس برسبتر الروم (
212م )يقول:( إن سفر المشاهدات ( الرؤيا ) من تصنيف سرنتهن الملحد )، ومثل هذا
قاله ديونسيش الذي هو من قدماء الآباء.
اسمع ما ورد في مدخل هذا
السفر:( لا يأتينا سفر يوحنا بشيء من الإيضاح عن كاتبه لقد أطلق على نفسه اسم
يوحنا، ولقب نبي، ولم يذكر قط أنه أحد الإثنى عشر.. هناك تقليد كنسي وهو أن كاتب
الرؤيا هو الرسول يوحنا.. بيد أنه ليس في التقليد القديم إجماع على ذلك، وقد بقي
المصدر الرسولي لسفر الرؤيا عرضة للشك، وآراء المفسرين في عصرنا متشعبة، ففيهم من
يؤكد أن الاختلاف في الإنشاء والبيئة والتفكير اللاهوتي تجعل نسبة الرؤيا والإنجيل
الرابع إلى كاتب واحد أمراً عسيراً.
يخالفهم آخرون يرون أن
الرؤيا والإنجيل يرتبطان بتعليم الرسول على يد كتبة ينتمون إلى بيئات أفسس)