فهو لذلك قد زودهم بالمنهج الصحيح للبحث عن الحقيقة.
قلت: دعنا منهم.. ولنعد
إلى بولس.. ورسائل بولس.
قال: نعم هذه الرسائل قد
تكون نسبتها صحيحة إلى بولس.. فهي تمتلئ بعبارات تدل على أنه كاتبها.. وهي لذلك
تصطبغ بالصبغة الشخصية له، فهي ليست لاهوتية الطابع، بل رسائل شخصية لها ديباجة
وخاتمة..
ومع ذلك كله، فليس ثمة
إجماع على صحة نسبة هذه الرسائل إلى بولس، بل إن بعض المحققين يميل إلى أن أربع
رسائل منسوبة إليه كتبت بيد بعض تلاميذه بعد وفاته بعشرين سنة كما ذكرت دائرة
المعارف البريطانية.
بل إن أرجن يشكك ـ في
شرحه لإنجيل يوحنا ـ بجميع رسائل بولس المرسلة إلى الكنائس فيقول:( إن بولس ما كتب
شيئاً إلى جميع الكنائس، والذي كتبه هو سطران أو أربعة سطور )
قلت: عرفت موقفك من
بولس.. فلنرجع إلى الرسائل الأخرى وأصحابها.
قال: أنت تعرف أنها سبع
رسائل: ثلاث منها ليوحنا، وثنتان لبطرس، وواحدة لكل من يهوذا، ويعقوب، ثم رؤيا
يوحنا اللاهوتي.
فلنؤخر الكلام عن
الرؤيا.. ولنبدأ بالرسائل.
قلت: هذه الرسائل تكتسب
قدسيتها من كون مؤلفيها من التلاميذ الإثنى عشر:
فبطرس هو صياد سمك في
كفر ناحوم، ويعرف بسمعان، بل إن محرري قاموس الكتاب المقدس يرجحون كونه من تلاميذ
يوحنا المعمدان قبل صحبته المسيح، وذلك مما يزيدنا به ثقة.