قال: اصبر.. ألم نتفق على البحث العلمي العقلي المجرد؟.. دعنا
نسمع لهؤلاء، فقد يكون لديهم من الحقيقة ما ليس لدينا.
واصل القراءة، وواصلت
الاستماع.. قال: لقد ذكر هذا الكاتب سر موقفه من بولس، فقال:( هو خرق الدين
المسيحي، وأباح كل محرم لمعتقديه، وكان في ابتداء الأمر مؤذياً للطبقة الأولى من
المسيحيين، جهراً، لكنه لما رأى أن هذا الإيذاء الجهري لا ينفع نفعاً معتداً به،
دخل على سبيل النفاق في هذه الملة وادعى رسالة المسيح، وأظهر الزهد الظاهري. ففعل
في هذا الحجاب ما فعل، وقبله أهل التثليث لأجل زهده الظاهري، ولأجل فراغ ذمتهم عن
جميع التكاليف الشرعية. كما قبل أناس كثيرون من المسيحيين في القرن الثاني منتش
الذي كان زاهداً مرتاضاً وادعى أنه هو البارقليط الموعود به، فقبلوه لأجل زهده
ورياضته )
قلت: أنت تنقل من
المسلمين.. وهم أعداء ما جهلوا..
قال: ألسنا نبحث عن
الحقيقة؟
قلت: بلى.. ولكن من فم
الأصدقاء.. لا من أفواه الأعداء.
قال: ولكن هؤلاء الذين
نتصورهم أعداء صادقون، وهم ينهجون المنهج الصحيح للحقيقة.. إنهم يطبقون ما ورد في
كتابهم المقدس الذي ينهاهم عن الجور حتى مع الأعداء.. إنه يقول لهم بقوة وحزم:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(المائدة:8)