سكت قليلا، ثم قال: هذا
هو الجزء الأول من العهد الجديد.. وهو الأصل الذي كان ينبغي على الكنيسة أن تكتفي
به.. لأنه ـ على الأقل ـ يرتبط بالمسيح.. وفيه كثير من نفحات الصدق.. ولكن الذي لم
يستطع عقلي أن يتقبله هو تلك الكتب الزائدة التي أقحمت في الكتاب المقدس إقحاما،
مع أنه لا علاقة لمؤلفيها بالمسيح.
وهي لم تكتف بأن تكون
كتبا زائدة.. بل راحت تحرف الكتب الأصلية، وتنسخ أحكامها.. فإن شئت أن نبحث في
حقيقتها فعلنا.
قلت: المنهج العلمي
يقتضي ذلك.. فلنفعل ما تتطلبه الحقيقة.
نظر إلي بسرور، وقال:
لقد بدأت تفهمني.. نحن الآن نقترب أكثر فأكثر من بعضنا.
سار إلى رف من الرفوف،
وقال: هذه هي ملحقات الكتاب المقدس.. لا شك أنك تعرفها.
قلت: وهل في ذلك شك..
أنسيت أني رجل دين؟
قال: عفوا.. لم أقصد ذلك..
بل قصدت أن تعدها لي لننطلق في البحث عن حقيقتها.
قلت: لا تثريب عليك..
نعم.. لقد ألحق بالأناجيل الأربعة عدد من الرسائل، وهي سفر أعمال الرسل، ورسائل
بولس الأربع عشر، ورسالة يعقوب، ورسالتا بطرس، ورسائل يوحنا الثلاث، ورسالة يهوذا،
ورؤيا يوحنا اللاهوتي.. وهي خاتمة هذه الملحقات.