قلت: أعمال الرسل هو
أولها.. وهو سفر يتكون من ثمان وعشرين إصحاحاً، تتحدث عن الأعمال التي قام بها
الحواريون والرسل الذي نزل عليهم روح القدس يوم الخمسين ( 2/1 - 4 )، من دعوة
ومعجزات، كما يتحدث عن شاول ودعوته ورحلاته وقصة تنصره وبعض معجزاته.
قال: أتعلم من هو مؤلف
هذا السفر؟
قلت: أجل.. هو لوقا،
مؤلف الإنجيل الثالث، وما في افتتاحيته يدل على ذلك، فقد جاء فيها:( الكلام الأول
أنشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله.. ) ( أعمال 1/1 ).
قال: فقد عرفنا أن لوقا
لم يكن حواريا.. ولم يكن له علاقة بالمسيح.. فكيف يكون كتابه مقدسا؟
قلت: لقد انعقدت المجامع
على هذا.
قال: نعم.. لقد انعقدت
تلك المجامع المشؤومة على هذا.. لقد انتقت ما رأته صالحا لإرضاء الأباطرة
والوثنيين وردمت ما سوى ذلك.
صمت قليلا، ثم قال: ومع
ذلك.. فإن هناك شكا في نسبة هذا السفر للوقا.
قلت: ما تقول؟.. وهل طال
الشك هذه الملحقات أيضا؟
قال: لقد اختلف إنجيل
لوقا مع سفر الأعمال في مسألة الصعود إلى السماء.. حيث يفهم من إنجيل لوقا أن
صعود المسيح للسماء كان في يوم القيامة، كما في ( لوقا 24/13 - 51 )، بينما نراه
في أعمال الرسل يتحدث عن ظهور المسيح بعد القيامة، فقد ذكر ظهوره بعد أربعين
يوماً، كما في( أعمال الرسل: 1/3 ).. وهذا الاختلاف يملؤنا بالشك في صحة نسبة هذا
السفر إلى لوقا.