لترسم - عن طريق التأثر الإيحائي - حركة التيه والاضطراب
والقلق والأرجحة التي تعيش فيها نفوس أولئك المنافقون بين لقائهم للمؤمنين،
وعودتهم للشياطين.. بين ما يقولونه لحظة، ثم ينكصون عنه فجأة.. بين ما يطلبونه من
هدى ونور، وما يفيئون إليه من ضلال وظلام.. فهو مشهد حسي يرمز لحالة نفسية؛ ويجسم
صورة شعورية([144]).
قلت: هو تصوير بارع..
نعم.. ولكن ما تأثير هذا على الأهداف التي جاء القرآن ليقررها، ويربي النفوس
عليها؟
قال: لا يمكن أن تتحقق
أي أهداف في الدنيا حتى تصبح صورا ومشاهد تملأ نفوس أصحابها.
لقد اعتمد القرآن هذا
الأسلوب التصويري ليملأ التفوس بالطهارة، والأرواح بالسمو.