قال: هذا المشهد العظيم
الذي ذكره القرآن.. إني أسمعه كلما قطعت هذه الطريق، ومع ذلك لا أمل من سماعه.. إن
القرآن ينقل لي أحداثا كثيرة لا تزال لم تحدث بعد.. ليجعل عيناي تريانها بكل دقة.
إن هذا المشهد يملأ
النفوس طهارة.. والأرواح رفعة..
إنه برفعك إلى آفاق
سامية لا يستطيع أي جدل عقلي، ولا منطق حسي، ولا قصيدة وجدانية أن ترفعك إليها.
وهو لا يكلف عقلك أي عنت
لتفهم ما تقول.. بل يكفي أن تسرح لمخيلتك العنان لتعيش ما تسمع.. ثم تملأ النفس
بعدها بالحقائق التي لا يستطيع الجدل أن يبلغها.
إنه ( مشهد رائع حافل،
يبدأ متحركاً، ثم يسير وئيداً، حتى تهدأ كل حركة، وتسكن كل نأمة، ويخيم على ساحة
العرض جلال الصمت، ورهبة الخشوع، بين يدي الله )
إنك ترى فيه الأرض، وقد
طوي بساطها، والسماء وقد التحفت بإشراقة النور، إنك ترى فيه العالم بصورة مختلفة..
صورة تملأ النفس بالمواجيد الصادقة.
قلت: هي مشاهد جميلة..
نعم.. وتروي الخيال.. نعم.. ولكن ما علاقة كل ذلك بالسلوك؟
قال: كل سلوك صالح ينطلق
من هذه المشاهد.. ألم تسمع ذلك الوصف لسوق أهل الجنة..