فلكمة ( ضعف ) نكرة
تكررت في نفس الموضع ثلاث مرات، وذلك يفيد أن الضعف الأول غير الثاني وغير الثالث.
قلت: كيف عرفت ذلك؟
قال: هناك قاعدة بيانية
متفق عليها عند علماء العربية تذكر أن النكرة إذا تكررت، فإنها في كل مرة تفيد
معنى جديداً.
ولهذا، فإن المراد من
الضعف الأول هو النطفة، وهي ضعيفة، لأنها من ماء مهين.
والمراد من الضعف الثاني
الطفولة، لأن الطفل بحاجة إلى رعاية أمه في مرحلة الرضاع، وعناية خاصة حتى يجتاز
مرحلة المراهقة ويصل البلوغ.
والمراد من الضعف
الثالث: الشيخوخة، لأن الإنسان يتحول في مرحلة الشيخوخة ضعيفا عاجزا.. ضعيف
الفكر.. ضعيف الحركة والسعي والنشاط.
واللطيف في الآية أن (
قوة ) وردت نكرة وكررت مرتين، وبذلك تختلف دلالتهما كذلك.. فالقوة الأولى، تعبر عن
قوة فترة الصبا، فالصبي قوي مندفع كثير الحركة، والقوة الثانية تعبر عن قوة
الشباب، وهي قوة الجسم والمشاعر والأحاسيس والهمة والعزيمة والانطلاق في الفكر
والأحلام والطموح.
فهذه الآية بهذا الفهم
تلخص حياة الإنسان على الأرض وأنها تقوم على خمس مراحل: ثلاثة منها ضعف، وهي: كونه
جنينا في بطن أمه، وكونه رضيعا في حضن أمه، وكونه شيخا عجوز هرم.