أما الحَسَنة فتضاعف،
فلهذا عبر عنها بقوله { يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا }، وقد جاء في القرآن الإخبار
بهذا، ففيه { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا }(الأنعام:
160)، وفيه:{ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا }( القصص: 84)، وفيه:{ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً
مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ)(غافر: 40)
ولهذا قال عن حامل
السيئة أن له الكفل أي المثل، أما صاحب الشفاعة الحسنة فله نصيب منها، والنصيب لا
تشترط فيه المماثلة.
سكت قليلا، ثم قال:
سأضرب لك مثلا آخر.. لقد جاء في قصة خلق آدم في سورة الأعراف هذا النص:{ قَالَ مَا مَنَعَكَ
أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ
نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (لأعراف:12)
لقد أثبت القرآن (لا) في
هذا الموضع، ولكنه لم يُثبتها في سورة (ص) { قَالَ يَا إِبْلِيسُ
مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ
مِنَ الْعَالِينَ} (صّ:75)
أتدري سر ذلك؟
قلت: أرى فرقا بين
التعبيرين.. ولكني لست أدري سره.. أليست (لا) في الأعراف زائدة؟
قال: لا.. ليس في القرآن
حرف واحد زائد.. إنه محكم غاية الإحكام.
لقد كان السؤال في سورة
( ص ) عن المانع لإبليس من السجود.. أي: لماذا لم تسجد؟ هل كنت متكبراً أم
متعالياً؟ فقد ذكرت الآية سببان قد يكونان مانعين للسجود، هما الاستكبار
والاستعلاء.