والدليل على ذلك وجود ( لا ) النافية في الآية التي تدل على وجود فعل محذوف تقديره: أَلجأك، أحوَجَك..
فالسؤال هنا عن الدافع له لعدم السجود، وليس عن المانع له من السجود.
والجمع بينهما أن السؤال جاء على مرحليتين: في الأولى سئل عن السبب المانع من السجود.. وامتناع إبليس عن السجود قاده إلى عدم السجود.
وفي الثانية: السؤال عن السبب الحامل له على عدم السجود بعد أن أمره بذلك.
والحكمة من السؤال الثاني هو أنه من الممكن عقلا أن يكون هنالك سببان: سبب يمنع عن فعل شيء، وسبب يحمل على ترك شيء.
فقولك لأحدهم: لماذا لم تفعل كذا؟ يختلف عن سؤالك للآخر: ما الذي حملك على ترك كذا؟
سكت قليلا، ثم قال: سأضرب لك مثالا آخر.. لقد جاء في القرآن:{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت:41)
قلت: إن قومي يتعلقون بهذه الآية.. ويرمون بها المسلمين.
قال: أعلم ذلك.. هم يقولون: إن هذه الآية تخالف الحقيقة العلمية الثابتة بأن خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الفولاذ.