نهض من مكانه، ثم أخذ
كتابا صغيرا.. وقال: فلنبدأ بأول إنجيل يطالعك، وأنت تقرأ الكتاب المقدس، إنه
إنجيل متى.. وهو يتكون من ثمانية وعشرين إصحاحاً تحكي ـ كسائر الأناجيل ـ حياة
المسيح ومواعظه من ميلاده حتى رحيله.
قلت: هذا الإنجيل من أهم
الأناجيل، وأقربها لعهد المسيح.. فقد كتبه متى، وهو أحد التلاميذ الإثنى عشر الذين
اصطفاهم المسيح، وقد كتبه ما بين 37 - 64 م، لليهود المتنصرين.. وهو لقربه من
المسيح ألف بالعبرانية([7]).
قال: فهل النسخ التي
تعتمد اليوم من هذا الإنجيل نسخ عبرانية؟
قلت: لا.. لا توجد أي
نسخة عبرانية من هذا الإنجيل اليوم.. كل المخطوطات الموجودة مخطوطات يونانية.
قلت: إذن لا يحق لك أن
تفرح بقرب هذا الإنجيل من عهد المسيح.
قلت: لم؟
قال: لأن الأصل الذي
كتبه يوحنا مفقود.. ولم يبق إلا الترجمة.. ونحن لا نعرف المترجم.. فنحن تحت
رحمته.. فكيف ننسب كتابا مقدسا لمترجم لا نعرفه.. وليس لدينا الأصل الذي نعرف به
مدى صحة الترجمة.