قلت: أليس من المحتمل أن يكون متى هو الذي ترجمه.. فقد قيل
بذلك؟
قال: وقيل غير ذلك.. فقد
ذكر القديس جيروم ( 420م )( أن الذي ترجم متى من العبرانية إلى اليونانية غير
معروف ).. بل لعل مترجمه أكثر من واحد، كما قال بابياس.
وقد قال نورتن الملقب بـ
(حامي الإنجيل ) عن عمل هذا المترجم المجهول:( إن مترجم متى كان حاطب ليل، ما كان
يميز بين الرطب واليابس، فما في المتن من الصحيح، والغلط ترجمه )
ليست هذه شهادات
مسلمين.. إنها شهادات قديسين.. اسمع شهادة أسقف هرابوليسن وهو الأسقف بابياس 155م
حيث قال:( قد كتب متى الأقوال بالعبرانية، ثم ترجمها كل واحد إلى اليونانية حسب
استطاعته )
قلت: أراك بدأت تشكيكي
في هذا الإنجيل انطلاقا من ترجمته؟
قال: أجل.. من أهم ما
يمكن أن يؤثر في الكتاب المقدس ترجمته.. خاصة إن كان المترجم غير أمين.. ولهذا كان
احتفاظ الكتاب المقدس للمسلمين بلغته الأصلية من أكبر دواعي إعجابي وثقتي.
قلت: فلنحسن الظن
بالمترجم.. لماذا نسيء الظن؟
قال: لقد خطر هذا على
بالي.. ولذلك رحت أبحث عن متى، وعن صلته بالإنجيل المنسوب إليه؟
قلت: ولماذا تبحث عن
متى؟..
قال: لقد ذكرت لك أني لا
أتيقن إلا بعد أن أشك.. ألست مثلي في هذا.. بلى.. أنت مثلي.. لقد ذكرت لي ذلك.