مكتبة، بل مجموعة كتب مختلفة جداً.. ذلك أنها تمتد على أكثر من
عشرة قرون، وتنسب إلى عشرات المؤلفين المختلفين، بعضها وضع بالعبرية مع بعض
المقاطع بالآرامية، وبعضها الآخر باليونانية، وهي تنتمي إلى أشد الفنون الأدبية
اختلافاً كالرواية التاريخية ومجموعة القوانين والصلاة والقصيدة الشعرية والرسالة
والقصة )
أغلق الكتاب، ثم قال:
هذا الكلام لم يقله مسلم.. ولم يقله شيوعي يكره الأديان.. هذا الكلام قاله رجال
دين.. ورجال دين يعتقدون أن هذا هو كتابهم المقدس.. ومع ذلك، فهو يتضمن اعترافاً
صريحاً لا لبس فيه أن هذه الأسفار المجمعة باسم (العهد القديم) والمعروفة باسم (
الكتاب المقدس) ليست من عند الله مباشرة ولا أوحى الله بها لأحد من أنبيائه، بل هي
عمل مؤلفين ومحررين استلهموا أعمالهم من تقاليد الشعب وآلامه وأحلامه.. وكانت تلك
الصياغات ديناميكية، أي أنها قابلة دوماً للتغيير، وليست ثابتة.. بل كان القراء
ينقحونها ويعلقون عليها.. بل ويقوم بعضهم بإعادة صياغتها مرة أخرى بحيث يغير
النصوص السابقة.
ثم فتح الكتاب على موضع
معلم عليه، وقال: وتقول هذه الدراسة أيضاً:( لم يكن هناك حدود للكتابات المعترف
بها لدى حاخامات اليهود باعتبارها وحياً من الله، لأن الإضافات كانت مستمرة
والقائمة مفتوحة )
ويقول الآباء اليسوعيون
في مقدمة الكتاب المقدس:( كثير من علامات التقدم تظهر في روايات هذا الكتاب
وشرائعه مما حمل المفسرين من كاثوليك وغيرهم على التنقيب عن أصل الأسفار الخمسة
الأدبي فما من عالم كاثوليكي في عصرنا يعتقد أن موسى ذاته قد كتب كل البانتاتيك
منذ قصة الخلق إلى قصة موته، كما أنه لا يكفي أن يقال أن موسى أشرف على وضع النص
الذي دونه كتبة عديدون في غضون أربعين سنة بل يجب القول مع لجنة الكتاب المقدس
البابوية ( 1948 ) أنه يوجد ازدياد