افتح سفر دانيال.. لا يمكن أن يكون هذا السفر قد كتب في ذلك
الزمن البعيد الذي روي أنه عاش دانيال فيه أي عندما سقطت بابل في يد الملك الفارسي
كورش عام 538 ق. م بل لا بد أن يكون هذا السفر قد كتب بعد ذلك بثلاثة قرون أو
أربعة.
قلت: كيف عرفت ذلك؟
قال: أولاً: يتضمن هذا
السفر كلمات مقدونية مع أن اليهود في الأسر البابلي لم يكونوا قد خالطوا اليونان،
ولا حكت أسماعهم للغة اليونانية.. ثانياً: هذا السفر فيه وصف للكلدانيين لا يتسنى
الإتيان به لكاتب سابق على عصر الاسكندر.. ثالثاً: اقتبس طرفاً من أقوال أرميا
وحزقيال وزكريا مع أن هؤلاء الأنبياء متفرقون في الزمن، فأرميا بداية الأسر
وحزقيال في وسطه وزكريا في أواخر الدولة الفارسية.
قلت: فهذه الأسفار جميعا
تفتقر إلى الأسانيد التي تثبت نسبتها لمؤلفيها؟
قال: أجل.. وليس هذا
قولي فقط.. بل هو قول كل محقق مدقق.. وسأذكر لك بعض الشهادات المؤيدة لهذا.
قام وأخرج كتابا من رف
من رفوف ذلك الجناح، وقال: سأقرأ لك هنا بعض ما جاء في الدراسة القيمة المسماة:(
مدخل إلى الكتاب المقدس)، والتي نقلتها الرهبانية اليسوعية من الترجمة المسكونية
الفرنسية للكتاب المقدس([5]).
فتح الكتاب، وأخذ يقرأ:(
ما هو الكتاب المقدس؟ تكفي نظرة نلقيها على الفهرس لنرى: أنه
[5]
إصدار الرهبانية اليسوعية، بيروت، دار
المشرق، 1985م، كتب الشريعة الخمسة.