كلام ترنيمة، ومعذبونا سألونا فرحاً قائلين: رنموا لنا من
ترنيمات صهيون )
قال: أترى أن هذه
المزامير كتبت في عهد داود؟
قلت: أرى أنها تأخرت عن
داود مالا يقل عن أربعة قرون.
قال: فكيف تصح نسبتها
إليه إذن؟
افتح سفر إشعيا.. ينسب
هذا السفر للنبي إشعيا في القرن الثامن قبل الميلاد، فقد عاصر الملك عزيا ثم يوثام
ثم أحاز ثم حزقيا، ولكن السفر يتحدث عن الفترة الممتدة بين القرنين الثامن والسادس
قبل الميلاد مما يؤكد أن ثمة كاتبا أو كاتبين قد كتبوا ذلك بعد إشعيا، ومن أمثلة
ذلك حديثه عن بابل الدولة العظيمة وتنبؤه بإنهيارها.
وأيضاً حديثه عن كورش
الفارسي الذي ردّ اليهود من السبي.. انظر (28:44 - 1:45).. كما يتحدث عن رجوع
المسبيين والشروع في بناء الهيكل في الاصحاحات 56 - 66.
افتح سفر إرمياء.. هذا
السفر لا تصح نسبته للنبي إرمياء إذ هو من عمل عدة مؤلفين بدليل تناقضه في ذكر
الحادثة الواحدة، ومن ذلك تناقضه في طريقة القبض على إرمياء وسجنه.. انظر: (إرمياء
37: 11 - 15 و 38: 13 )
كما أن السفر يحمل
اعترافاً بزيادة لغير إرمياء ففيه:( فأخذ إرمياء درجاً آخر، ودفعه لباروخ بن نيريا
الكاتب، فكتب فيه عن فم إرميا، كل كلام السفر الذي أحرقه يهوياقيم ملك يهوذا
بالنار، وزيد عليه أيضاً كلام كثير مثله )( 33: 36 )، وفي موضع آخر:( إلى هنا كلام
إرمياء)( 64: 51 ).. ومع ذلك يستمر السفر، فمن أكمله؟