الفرقانية - على الموازنة
والتناسب واعطت لكل عضو من الاعضاء ولكل ثمرة من الثمرات صورة تليق بها بحيث خَلُص
العلماء المحققون - لدى إجراء تحقيقاتهم وابحاثهم - إلى الانبهار والإنشداه
قائلين: ما شاء الله.. بارك الله. ان الذي يحل طلسم الكون ويكشف معمّى الخلق إنما
هو أنت وحدك ايها القرآن الحكيم!
سكت قليلا، ثم قال: لا
شك أنك تريد مثالا على ذلك.
قلت: أجل.. فبالمثال يتضح
المقال.
قال: أنت ترى علوما
كثيرة وحقائق كثيرة تمتلئ بها الكتب أوالمصنفات على امتداد التاريخ وامتداد
الوجود.. أليس كذلك؟
قلت: لا شك في ذلك.. فما
علاقة القرآن بهذا؟
قال: القرآن يربط بين
جميع الحقائق التي قد نتوهم الصراع بينها.. لقد ذكر النورسي هذا.. لقد قال في مثال
الشجرة:( فنرى أن القرآن الكريم يبين تلك الحقيقة النورانية بجميع فروعها وأغصانها
وبجميع غاياتها وثمراتها بياناً في منتهى التوافق والانسجام بحيث لا تعيق حقيقةٌ
حقيقةً اخرى ولا يفسد حكمُ حقيقةٍ حُكْماً لأُخرى، ولا تستوحش حقيقة من غيرها.
وعلى هذه الصورة المتجانسة المتناسقة بيّنَ القرآن الكريم حقائق الاسماء الإلهية
والصفات الجليلة والشؤون الربانية والافعال الحكيمة بياناً معجزاً بحيث جعل جميع
أهل الكشف والحقيقة وجميع اولي المعرفة والحكمة الذين يجولون في عالم الملكوت،
يصّدقونه قائلين امام جمال بيانه المعجز والاعجابُ يغمرهم:( سبحان الله! ما اصوبَ
هذا! وما اكثر انسجامه وتوافقه وتطابقه مع الحقيقة وما اجمله وأليقه )
قلت: لقد قرأت اهتمام
المسلمين بما ورد في القرآن من الحقائق، بل إنهم يذكرون أنه ما من رطب