responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 454
ولا يابس إلا وفي القرآن نبأه .. أفلست ترى في ذلك تكلفا؟

قلت: لا.. لا أراه التكلف.. لقد ذكر النورسي هذا.. وأجاب عنه.. اسمع ما قال ذلك الرجل الرباني:( نعم! في القرآن كل شئ. ولكن لا يستطيع كل واحد أن يرى فيه كلَّ شئ. لأن صور الاشياء تبدو في درجات متفاوتة في القرآن الكريم، فأحياناً توجد بذور الشئ أو نواه، واحياناً مجمل الشئ أو خلاصته، واحياناً دساتيره، واحياناً توجد عليه علامات. ويرد كل من هذه الدرجات؛ اما صراحة أو اشارة أو رمزاً أو ابهاماً أو تنبيهاً. فيعبّر القرآن الكريم عن اغراضه ضمن أساليب بلاغته، وحسب الحاجة، وبمقتضى المقام والمناسبة )

كان لهذه الأحاديث لذة في نفسي لا تعدلها لذة.. وكان لصدق محدثي وإخلاصه ما رغبني في الجلوس إليه والاستماع منه.

اتكأت على عشب الساحة كما اتكأ رافعا عن نفسي كل كلفة، وقلت: لقد بدأت حديثك عن علاج الكآبة.. فهل في القرآن رقية السرور؟

أمسك المصحف بيده، وقال: ليس هناك رقية تمسح الآلام كهذا الكتاب.. إن شئت سمه (كتاب السعادة الأبدية) إنه لا يحل بواد مقفرا إلا ملأه ريا، ولا بضرع جاف إلا ملأه لبنا، ولا بسواد إلا ملأه بياضا.. إنه كتاب الابتسامة العذبة المشرقة.

قلت: لا يهمني اللبن ولا البياض.. بل تهمني الابتسامة.. أحيانا تمتلئ نفسي بكآبة مخيفة.. أشعر أن باطني أدغال تقيم فيها الغيلان والعفاريت.. فهل في القرآن ما يقيني شر هذه الغيلان، وأذى هذه العفاريت؟ وهل في الخلق من قتل غيلان نفسه بحروف القرآن؟

قال: إن النماذج الرفيعة التي عاشت بالقرآن، وتنعمت بالقرآن وقتلت أحزانها ويأسها وآلامها

نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست