كانوا يحفظون التوراة، ولم تكن التوراة محفوظة على ألسنة بني
إسرائيل، فضاعت واندثرت كما اندثرت أمتهم، وتشتت بين نهري دجلة والفرات وما حولها،
فذابوا بين تلك الشعوب وعبدوا آلهتهم، واستمر هذا النفي إلى عام 583ق.م، ثم عاد
كثير منهم إلى فلسطين، فأعادوا بناء المدينة والهيكل.
قلت: لا يهمنا الهيكل
ولا المدينة.. ماذا حصل للتوراة؟ هل استعادوها؟
قال: في عام 458ق.م عاد
عزرا إلى القدس، ومعه جماعه من الكتبة اللاويين، وكان أول ما اهتموا به هو كتابة
التوراة.
قلت: كيف.. وقد ضاعت؟
قال: لقد قام عزرا بجمع
أسفار التوراة مرةً أخرى، فجمع من محفوظاته، ومن الفصول التي يحفظها الكهنة ما لفق
منه هذه التوراة التي بأيديهم، ولذلك بالغوا في تعظيمه غاية المبالغة، وزعموا أن
النور على الأرض إلى الآن يظهر على قبره.
قلت: والتوراة التي
كتبها موسى.. أي النسخة الأصلية من التوراة؟
قال: لم يعد لها أي أثر.
قلت: فأين ذهبت؟
قال: هذا ما لا يجد له
أحد جوابا.
قلت: أليس من الممكن أن
يكون عزرا والكتبة قد أعادوا التوراة كما هي بنسختها الأصلية؟
قال: لقد وضعت هذا
الاحتمال.. ولكني ببحث بسيط يعتمد على الحس وحده عرفت استحالة