قال: لقد كان يخاف من
اختلافهم من بعده في تأويلها.. لقد ذكرنا ما جاء في سفر التثنية أن موسى قال لبني
إسرائيل:( خذوا كتاب التوراة هذا، وضعوه بجانب التابوت عهد الرب إلهكم ليكون هناك
شاهداً عليكم لأني أنا عارف بتمردكم ورقابكم الصلبة، هو ذا أنا بعد حي معكم اليوم
قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحري بعد موتي)( سفر التثنية:24:31)
قلت: فمن تكفل بحفظ
التوراة من بني إسرائيل؟
قال: لقد سلمها موسى إلى
كهنة بني لاوي، فهم حاملو تابوت عهد الرب، كما في (سفر التثنية:9/31)
قلت: فهل حافظ بنو لاوي
على الثقة التي وضعها موسى فيهم؟
قال: يؤكد المؤرخون أن
التوراة ظلت صحيحة في أيدي اليهود لم يغيروا منها حرفاً واحداً إلى زمن الأسر
البابلي عندما حاربهم نبوخذنصر ملك بابل عام 588 ق.م تقريباً فقام بدك أسوار القدس
وأحرق المدينة والهيكل بعد أن أخذ منه التابوت، وتتبع الهارونيين، وسائر الكهنة
فقتلهم، ثم سبى اليهود جميعاً إلى بابل مقيدين بالسلاسل، ولم يترك فيها إلا شرذمة
قليلة.
وفي هذه الحادثة انعدمت
التوراة وسائر أسفار العهد القديم التي كانت مصنفة.
رأى استغرابي، فقال: لا
تستغرب.. فنحن واليهود نقر بذلك.. لقد قتل جميع الهارونيين الذين