نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 41
وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله ، اختلقوا ما أرضاه ، منهم أبو هريرة وعمرو ابن العاص والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير [1] . ومن الغريب إننا لا نجد لمعاوية فضيلة معترفا بها ، وقد أفرد له البخاري في صحيحه بابا عنونه ب ( ذكر معاوية ) بينما عنون لغيره ب ( فضائل ) فلان وفلان مع إنه لم يأت في هذا الباب بأحاديث مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله . وحكى ابن الجوزي في الموضوعات عن إسحاق بن راهويه - شيخ البخاري - : إنه قال لم يصح فضائل معاوية شئ . وقد أكد العلماء المحققون جريمة معاوية الكبرى في حق الإسلام والمسلمين حين صرف الخلافة بحقده ومكره عن صاحبها الأصلي فقد قال ابن رشد الفيلسوف المعروف : إن معاوية أقام دولة بني أمية وسلطانها الشديد ، ففتح بذلك بابا للفتن التي لا تزال إلى الآن قائمة قاعدة حتى في بلادنا هذه الأندلس [2] . * * * وما علم الوضاعين أبو هريرة الدوسي فقد قدم إلى المدينة المنورة كما قدم غيره من الدوسيين والأشعريين بعد انتصار النبي صلى الله عليه وآله في وقعة خيبر سنة 7 هجرية ، ثم ذهب إلى البحرين في ذي القعدة سنة 8 ه . ولم يرجع للمدينة بعد ذلك إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله . إذن فهو لم يصحب النبي صلى الله عليه وآله : إلا سنة واحدة وتسعة أشهر [3] ، وقيل ثلاث سنين ومع هذا كان أكثر الصحابة حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقد ذكر ابن حزم إن مسند بقي بن مخلد قد إحتوى من حديث أبي هريرة على 5374 روى البخاري منها 446 .
[1] شرح ابن أبي الحديد 4 / 63 . [2] ابن رشد وفلسفته : 60 . [3] انظر تحقيق ذلك في الأضواء على السنة المحمدين : 200 .
مقدمة التحقيق 40
نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 41