نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 40
يتعلمون القرآن ، بل علموه بناتهم ونساءهم وخدمهم ، فلبثوا بذلك ما شاء الله فظهر حديث كثير موضوع ، وبهتان منتشر ، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة . وكان أعظم الناس في ذلك القراء المراؤون الذين يظهرون الخشوع والنسك ويفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ويقربوا مجالسهم ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل ، حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان فقبلوه ورووها وهم يظنون إنها حق ، ولو علموا إنها باطلة لما رووها ولا تدينوا بها [1] . وقد ورث معاوية عن أبيه قسوته وكيده ودهاءه ، ولم تكن أم معاوية بأقل من أبيه تنكرا للإسلام وبغضا لأهله وحفيظة عليهم ، وهم قد وتروها يوم بدر فثأر لها المشركون يوم أحد ، ولكن ضغنها لم يهدأ وحفيظتها لم تسكن ، حتى فتحت مكة فأسلمت كارهة كما أسلم زوجها كارها وكما أسلم كذلك ابنها معاوية بعد إسلام أبيه كارها . وهند هذه هي التي أغرت وحشيا بحمزة عم النبي حتى قتله ثم أعتقته ، ولما قتل حمزة بقرت بطنه ، ولاكت كبده ، وفعلت فعلتها بجثته ! وإذا كان معاوية قد ورث بغض علي عن آبائه - مما حدثناك عنه - فإن هناك أسبابا أخرى تسعر من نار هذا البغض ، منها إن عليا قتل أخاه حنظلة يوم بدر ، وخاله الوليد بن عتبة وغيرهما كثيرين من أعيان وأماثل عبد شمس . ومن أجل ذلك كان معاوية أشد الناس عداوة لعلي يتربص به الدوائر دائما ، ولا يفتأ يسعى في الكيد له سرا وعلانية ، قولا وفعلا [2] . قال أبو جعفر الإسكافي : إن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه .
[1] شرح ابن أبي الحديد 3 / 15 - 16 . [2] شيخ المضيرة : 174 عن كتاب ( علي وبنوه للدكتور طه حسين : 61
مقدمة التحقيق 39
نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 40