responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي    جلد : 0  صفحه : 18


أنكر عليه منه أن يقول في سيف الإسلام ما يقوله !
قال هيكل : ترى الأنصاري - يعني أبا قتادة - هاله غضب الخليفة فأسكته ؟
كلا ، فقد كانت ثورته على خالد عنيفة كل العنف ، لذلك ذهب إلى عمر بن الخطاب فقص عليه القصة ، وصور له خالدا في صورة الرجل الذي يغلب هواه على واجبه ، ويستهين بأمر الله إرضاء لنفسه . قال : وأقره عمر على رأيه وشاركه في الطعن على خالد والنيل منه ، وذهب عمر إلى أبي بكر وقد أثارته فعلة خالد أيما ثورة ، وطلب إليه أن يعزله ، وقال إن في سيف خالد رهقا [1] وحق عليه أن يقيده ولم يكن أبو بكر يقيد من عماله [2] ، لذلك قال حين ألح عمر عليه غير مرة : هبه يا عمر ، تأول فخطأ ، فأرفع لسانك عن خالد .
ولم يكتف عمر بهذا الجواب ، ولم يكف عن المطالبة بتنفيذ رأيه فلما ضاق أبو بكر ذرعا بلحاح عمر ، قال : لا يا عمر ما كنت لاشيم [3] سيفا سله الله على الكافرين [4] .
وخالد هذا الذي أصبح ( سيفا من سيوف الله ) ! كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله فاتكا غادرا يؤاخذ في الإسلام بإحن الجاهلية وعداوتها .
فقد أرسله ( صلى الله عليه وآله ) داعيا إلى الإسلام [5] ، ولم يبعثه مقاتلا ، وكان بنو جذيمة قتلوا في الجاهلية عمه الفاكه بن المغيرة . فلما جاءهم بمن معه قال لهم :
ضعوا أسلحتكم فإن الناس قد أسلموا . فوضعوا أسلحتهم ، وأمر بهم فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل منهم مقتلة عظيمة [6] . فلما إنتهى الخبر إلى النبي ( صلى الله



[1] الرهق السفه والخفة وركوب الشر والظلم وغشيان المحارم .
[2] وهذا من اجتهاده مقابل النص فإن الله تعالى يقول ( وكتبنا عليهم إن النفس بالنفس ) ( الآية ) .
[3] أشيم : أغمد والشيم يستعمل في كل من السل والإغماد .
[4] النص والاجتهاد 140 - 141 - عن الصديق أبو بكر لمحمد حسين هيكل 147 فما بعد .
[5] في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار ، وكان ذلك في شوال بعد فتح مكة وقبل وقعة حنين .
[6] لم يقتصر خالد هنا على مخالفة النص الصريح في عهد النبي إليه في بني جذيمة ، بل كان في بطشته

مقدمة التحقيق 17

نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي    جلد : 0  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست