غيرها من فوائد مهمة تعرب عن تضلع الميرزا الأردبيلي - رحمه الله تعالى - بهذا الحقل من البحث والدراسة ، فأورد مختصرها كاملا في هذه الفائدة ، مشيرا إلى منهج مؤلفه الأردبيلي - رحمه الله تعالى - بعد اطرائه على ما قام به من جهد عظيم في معرفة أحوال أحاديث التهذيبين وذلك برجوعه إلى مشيختهما مع الفهرست . وقبل بيان جهد المصنف في هذه الفائدة ، وما طرحه من آراء فيها ، يحسن بنا أن نبين - باختصار - الهيكل العام لرسالة تصحيح الأسانيد ، فنقول : اشتملت هذه الرسالة على نحوين من الدراسة ، وهما : الأول : دراسة طرق الشيخ في المشيخة [1] والفهرست . الثاني : البحث في الطرق المذكورة في كل من التهذيب والاستبصار . أما الأول : فيتلخص نشاط الأردبيلي فيه بثلاثة أمور وهي : 1 - الحكم بالصحة على الطريق المتفق على صحته . 2 - الحكم بالضعف على الطريق المتفق على ضعفه . 3 - ترك الحكم على الطريق المختلف فيه عند عدم إمكان الترجيح ، مع ذكر اسم الراوي الذي بسببه صار الطريق مختلفا فيه . وقد شمل هذا النحو جميع طرق الشيخ في المشيخة والفهرست إلا ما استسيغ تركه [1] كما نبهنا عليه في محله .
[1] تقدم القول بأن مشيخة التهذيب والاستبصار واحدة ، وهو كذلك ، إلا أنا وجدنا - في سير التحقيق - اختلافا يسيرا جدا بينهما وذلك بتشعب طريق واحد في أحدهما إلى طرق أكثر مما تشعب إليه ذلك الطريق في الاخر ، وهذا لا يضر بوحدة المشيختين ، كما نبهنا عليه في محله . [1] كأن يترك فرعا من الطريق لا أصلا ، أو يختار - أحيانا نادرة - أصح الطريقين إلى راو ، واحد ، ويدع الاخر .