نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 409
إذا دخل البصر فلا إذن
الجرس مزمار الشيطان
326 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " إذا دخل البصر فلا إذن " . وهذه استعارة ، والمراد أن من استأذن على بيت فولج [1] فيه بصره قبل أن يلج فيه بدنه ، فقد بطل إذنه ، لان الاذن إنما يكون من قبل أن يقع البصر على ما يشتمل عليه البيت ، فأما إذا كان ذلك فكأن المستأذن قد وصل قبل أن يؤذن له في الوصول ، ودخل قبل أن يؤمر بالدخول ، ويقوى ما قلناه من ذلك الخبر الآخر ، وهو قوله عليه الصلاة والسلام : " من اطلع من صير باب فقد دمر " ، ومعنى دمر : دخل ، والدامر : الداخل ، والصير هاهنا : الشق أو الفرجة تكون بين البابين . ذكر ذلك أبو عبيد في غريب الحديث . وموضع المجاز من هذا الكلام تصييره عليه الصلاة والسلام البصر بمنزلة الداخل على القوم ، وإنما أراد عليه الصلاة والسلام رؤيته لهم ، ونفوذه إلى ما رواء بابهم [2] . 327 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " الجرس مزمار الشيطان " وهذه استعارة ، وذلك أنه لما كان كل صوت مكروه ينسب إلى الشيطان ، كضروب الغناء ، وعويل النساء ،
[1] دخل فيه بصره : أي وصل النظر إلى داخل البيت . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه وصل النظر إلى داخل البيت بالدخول بجامع الوصول في كل ، واشتق من الدخول بمعنى الوصول ، دخل بمعنى وصل ، على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 409