نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 380
إن الله ليربي لأحدكم التمرة . . .
من عاد مريضا لم يزل يخوض الرحمة . . .
294 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " إن الله ليربي لاحدكم التمرة واللقمة ، كما يربى أحدكم فلوه وفصيله حتى يكون مثل أحد " ، وهذه استعارة . والمراد أن الله سبحانه يجمع القليل إلى القليل من صدقاتكم والنزر من قربكم وطاعاتكم حتى يعظم يسيرها ، ويكبر صغيرها ، فيكون عظيم الجزاء بحسبه وجزيل الثواب على قدره ، فجعل عليه الصلاة والسلام ذلك كتربية الفلو [1] والفصيل ، وتربية الطفل الصغير ، لأنه تنقيل من حال الضعف والصغر إلى حال الاشتداد والكبر [2] . 295 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " من عاد مريضا لم يزل يخوض الرحمة حتى يجلس ، فإذا جلس اغتمس فيها " ، وهذه استعارة . والمراد العبارة عن كثرة ما يختص به عائد المريض من الاجر الوافر ، والثواب الغامر ، فشبهه عليه الصلاة
[1] الفلو : بكسر الفاء وسكون اللام ، وبفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو ، وبضم الفاء : ولد الفرس ( المهر ) الصغير الذي له حول . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية وتشبيه مرسل . الأولى : حيث شبه حسبان الله تعالى للصدقات الصغيرة من المتصدق وضمها إلى بعضها حتى تصير كبيرة بالمتربية ، بجامع التعهد والتنمية إلى حال الكبر في كل ، واشتق من التربية بمعنى التعهد والتنمية ، يربى بمعنى يتعهد وينمى ، ويجمع على طريق الاستعارة التبعية ، والتشبيه المرسل ، حيث شبه تربية الصدقة بتربية المهر ، وذكر أداة التشبيه وهي الكاف .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 380