responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 358


والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة " لمخاطبين من أهله عليه الصلاة والسلام "

الإيمان قيد الفتك

الصبر عند الصدمة الأولى

والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه

ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " الصبر عند الصدمة الأولى " . وفي رواية أخرى : " الاجر عند الصدمة الأولى " .
وهذا القول مجاز ، المراد بالصدمة أول ما يطرق الانسان من النوائب ، ويبدهه [1] من المصائب ، فشبه ذلك عليه الصلاة والسلام في شدة وقعته وعظيم روعته ، بصدمة الجسم الشديد ، أو صكة الحجر الثقيل في أنه يوهن ويحطم ويرمض [2] ويؤلم . فإذا صبر الانسان لتلك الوقعة ، وتماسك تحت تلك الروعة ، وسلم للأقضية النازلة والاقدار الغالبة ، ولم ينفذ في جواذب الجزع ويركض في مضمار القلق أعطى الاجر برمته [3] ، وقيد إليه بأزمته ، لان ما يطرق الانسان وهو ذاهل ، ويفجؤه وهو غافل ، أعظم نكاية لقلبه وإيجاعا لنفسه مما يطرق وقد أخذ له أهبته ، وأعد له عدته [4] .
277 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه " . في حديث



[1] يبدهه : يفجؤه ويقع له أول مرة .
[2] يوجع ويحرق .
[3] جميعه .
[4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تصريحية ، حيث شبه وقع المصيبة المفاجئة على نفس الانسان بالصدمة التي هي اصطكاك شئ صلب بآخر صلب ، وفي ذلك مبالغة ، لان اصطدام الصلب بالصلب أشد من اصطدام اللين باللين ، واللين بالصلب ، ووجه الشبه شدة التأثير في كل واستعمل لفظ المشبه به في المشبه .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست