نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 357
لسنن الجاهلية ، فكأن إيمانه قد فتكه فتماسكه ، وضبط تهالكه [1] . ومثل ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لخوات بن جبير الأنصاري وكان خليعا [2] قبل إسلامه : " ما فعل شراد [3] بعيرك يا خوات ؟ " فقال : قيده الاسلام يا رسول الله . إلا ترى كيف شبهه عليه الصلاة والسلام في ريعان خلاعته ، وعنفوان نزاقته ، بالبعير الشارد الذي قد فارق مراحه [4] ، أو تبع ارتياحه . وكيف أجاب هذا الانسان عن كلام النبي عليه الصلاة والسلام بما هو من جنسه ، وماض على نهجه فقال : قيده الاسلام ، لأنه عليه الصلاة والسلام لما جعله بمنزلة البعير الشارد ، جعل هو مارده [5] عن ذلك الشراد ، وعكسه عن تلك الحال بمنزلة القيد والعقال . وهذا القول من النبي صلى الله عليه وآله أيضا داخل في باب المجاز [6] .
[1] هذا الذي ذكره الشريف بعض ما منع الاسلام منه من الفتك ، ولعل الشريف خصه لعظم شأنه وكونه أجهل الفتك . [2] الخليع : هو الذي يؤخذ لا بجريرته لعدم التعويل عليه والاعتداد به ، فهو كالسائمة لا يؤبه له . [3] الشراد : مصدر شرد البعير ، إذا ند وهرب . [4] المراح : مكان مبيت الإبل والدواب . [5] الضمير لخوات رحمه الله ، وكذلك في عكسه . [6] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه الايمان بالقيد الذي يمنع النفس من فعل ما تشتهى ، والاسلام ليس قيدا على الحقيقة وإنما لما منع النفس من مزاولة شهواتها كان كالقيد . وحذف وجه الشبه والأداة .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 357